*مرض الأفكار: الجرب الفكري والسلوكي*

Freedom of Expression

*مرض الأفكار: الجرب الفكري والسلوكي*


كما تمرض الأجسام بأمراض مختلفة تؤثر على وظائفها الحيوية وصحتها العامة، كذلك يمكن أن تمرض الأفكار والسلوكيات بأمراض مشابهة تؤثر على المجتمع من خلال بعض الافكار الجرباء والسلوكيات المريضة. من بين هذه الأمراض الفكرية "جرب الأفكار" و"جرب السلوكيات".


*الجرب العضوي* هو حالة طبية معدية تصيب الجلد وتسبب حكة شديدة تؤدي الى خروج المصاب عن السيطرة بسبب قسوتها. ينتج الجرب عن العثّ الذي يحفر في الجلد ويضع بيضه، مما يسبب التهابات وتقرحات. ويمكن أن نرى أفكار وسلوكيات تصيب المجتمع بشكل مشابه، تتغلغل في العقول والسلوكيات وتسبب أضرارًا مهلكة وتصيب المجتمع بحالة اشمئزاز من المصاب وخصوصاً فيما يتعلق بمصير المجتمع واستقامة الحياة وتطور الدولة. 


*جرب الأفكار*:

يتجلى جرب الأفكار عندما تنتشر معتقدات وأفكار ضارة تفتقر إلى الأساس المنطقي أو القيم الأخلاقية. هذه الأفكار تتغلغل في المجتمع كما يتغلغل العثّ في الجلد، مسببة تآكلًا للعلاقات الاجتماعية ونفوراً حادًا من بقية أفراد المجتمع الاصحاء من المصابين بهذا المرض، وهذه ردة فعل طبيعية عندما تبتعد عن الأمراض المعدية سواء كانت عضوية أو فكرية، ويمكن أن ينتشر بسبب البؤر الملوثة فكرياً ونفسياً وعقائدياً.

 *جرب السلوكيات* 

وهو حالة من الشذوذ السلوكي والتصرفات العمياء و غير المتزنة بسبب نقص في الشخصية وانعدام الحس الإنساني وتتسبب هذه السلوكيات بحكة اجتماعية تجعل من المصاب يشعر وكأنه يعالج نفسه ويطفئ لهيب أوجاعه ولكنه في حقيقة الأمر ما هو إلا مريض موبوء بحاجة الى علاج جذري من خلال تبديل جلده وتنظيف أفكاره .

 *والمثال الحي على هذا الجرب* هو ما حصل في الأيام القليلة الماضية من بعض المصابين بهذه السلوكيات حين تجمعوا وهم (يهرشون) بأفكار العلمانية والمدنية والغالبية منهم لا تدرك أبعاد تبني العلمانية أو المدنية وإنما اصابتهم حكة فكرية جعلتهم يقومون بسلوكيات جرباء ويهتفون بصوت عالي عن العلمانية والمدنية متناسين الآلاف من الشهداء والمعتقلين والمغيبين قسريا والمهجرين ومتناسين آلام الأمهات والأطفال والمخيمات والشتاء القارس في ظل نقص مواد التدفئة وانعدام الخدمات في بلد تركه مجرم سفاح في قعر الهاوية،

وتناسوا أيضا سنة الكون في الانتصارات وأن الفريق المنهزم يلتزم الصمت ويقبل شروط المنتصر ويرى أي فعل يقوم به المنتصر يعطي فيه للمنهزم مساحة في الرأي أو حياة أو أمان هو من باب التفضل والكرم والجود والأخلاق الحسنة

لكن الفكر (الجربان) استخدم الهبات التي منحه إياها المنتصر وكأنها حقه الطبيعي وهو الذي اعتاد على السكوت طويلاً ومرغماً عن الكثير من حقوقه بل وعن أساسيات حياته

 *الجرب الفكري عند المطالبين بالعلمانية:* 

هو الحالة غير الصحية التي أصابت أفكارهم من خلال العث الذي نثر بيوضه داخل خلايا مخهم ومخيخهم وهذا العث هو وقاحة حزب البعث و أفكاره المسمومة التي اعتادت على التطفل على حياة وجسم الاصحاء في سوريا فسببت حالة من (الهرش) الفكري التافه والسلوكيات المنحطة والمنحرفة والمتطرفة التي تكشفت في الساحات، فبدل أن يلتزموا الصمت ويستفيدوا من منحة التسامح والأمان ويساعدون المجتمع في بناء الدولة وترميم الجروح النازفة قاموا يطالبون المنتصر بتغيير جلده وطبعه وفكره ومطالب جيشه وشعبه ليتماشى مع مرضهم الفكري تحت مسميات الأقلية والتعدد السياسي والعقد الاجتماعي وهم أبعد ما يكونون عن الفكر الإنساني السليم. 

 *ومن الأسباب الرئيسة لهذا المرض* هو 1.ضعف القيم الأخلاقية وانعدام الحس الإنساني. 

2.العزلة الاجتماعية وهي ما يعيش به هؤلاء المصابون بعيدا عن الناس الصحيحة والمجتمعات المتحضرة والبلدان النظيفة. 

3.العنف والتطرف وهذان ليس لهما دين انما هما محض مرض نفسي و غالبا لا يتم الشفاء منه ويكون باتجاهين الأول انه ممارسة ودعم لهذه الافكار وهو ما كان يفعله هؤلاء من تأييد القصف الكيماوي والبراميل المتفجرة والتطهير العرقي والأرض المحروقة.

والاتجاه الثاني هو أن يتم ممارسة هذا الفعل على المصاب وهم واقعين فيه من خلال بقائهم تحت حكم القتلة وتمجيدهم وتقديس افكارهم وعدم مناقشة أفعالهم وذلك لخوفهم من ردات فعلهم وانتقامهم، وعندما يجدون الفرصة للانتفاض وبداية العلاج فإنهم يهرفون بما لا يعرفون ويقدمون على سلوكيات شاذة فيخرج منه سموم الاستعباد وشنائع الافكار.


بقلم #محمد ثابت شيخ محمد

Do you want to add somthing? Participate now:
Create Blog Create Dialogues Create Publications