التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning
تبدأ مجموعات العمل عادة بتحديد عدد من المشتركات فيما بينها لاتخاذ القرار للعمل مع بعض كفريق. وعادة ما يطلق على هذه الرحلة في بناء القواسم المشتركة مرحلة التأسيس ضمن عملية التخطيط الاستراتيجي. وهي تختلف عن التخطيط التكتيكي بأنها تعمل على التخطيط لعلاقة طويلة الأمد، وتنشغل بشكل أكبر في وضع الأسس العامة للعمل من مبادىء وقيم ورؤية ورسالة وأهداف.
الاستراتيجية: في البداية لا بد أن نتحدث بشكل مبسط عن تعريف الاستراتيجية لننتقل منها لكيفية القيام بالتخطيط الاستراتيجي. ويمكن تشبيه ذلك برحلة جماعية لعدد من الأفراد الذين يتخذون قرار الوجهة وكل القرارات للوصول لهذه الوجهة بالشكل الأمثل باستخدام ما لديهم من إمكانات وموارد.
1. بالبداية نسأل ما يلي "مين حابب يطلع مشوار؟" فالسؤال عن الناس بالبداية مهم، من لديه مصلحة في الرحلة؟
2. باللغة العامية نستخدم مصطلح "طالعين نغير جو" فما هو التغيير الذي ستتفق عليه المجموعة؟ فما هي رؤية المجموعة من هذه الرحلة؟ على سبيل المثال نريد تجربة القفز المظلي من منطقة جبلية قرب البحر.
3. بعدها تطرح مجموعة من الأسئلة: أين؟ متى؟ ويكون الهدف من هذه الأسئلة تحديد هدف استراتيجي يجب الوصول إليه حتى يتحقق التغيير أو الرؤية. فلن تتمكن المجموعة من "تغيير الجو" أو "القفز المظلي" إذا لم يصلوا لقمة الجبل قبل الظهيرة
4. الزمن ضروري جدا في الاستراتيجية فإذا تأخرنا في الخروج أو أخطأنا في تقدير المسافات او ذهبنا في يوم عاصف، كل ذلك قد يؤدي الى عدم الوصول لقمة الجبل وعدم تحقيق الرؤية. (لكن عادة ما يتم تحديد الجدول الزمني لاحقا بعد وضع خطة المسير (الخطة التنفيذية) التي سنعرضها في قسم لاحق.
يتلو ذلك مجموعة من الخطوات التي سنتحدث عنها في التفصيل في قسم التنفيذ
1. ما هي الموارد التي لدينا؟
2. كيف سنصعد للقمة؟ هل هناك امور يجب مراعاتها؟
3. ما هي الخطوات او التكتيكات التي يجب أن نقوم بها.
لذا سنتحدث في هذا القسم من الدليل عن بعض الأدوات التي تساعد في: a) تحديد أصحاب المصلحة (اللاعبين الاساسيين) b) تطوير الرؤية والاتفاق على القيم والمبادئ (مثال مرتبطة بالدليل). c) تطوير الأهداف الاستراتيجية.. |
كيف نحدد أصحاب المصلحة Identifying Stakeholders
ركيزة أساسية في العمل المجتمعي وبشكل خاص في "دليل التعاون المجتمعي" هو الحديث عن أصحاب المصلحة. فبناء العلاقات التكاتفية التعاونية يعتمد بشكل رئيسي على فهم أطراف هذه العلاقة ودوافعهم واهتماماتهم وأدوارهم ومواردهم، وتوظف هذه الموارد بالشكل الأمثل لبناء القدرة على التغيير.
وفهم أصحاب المصلحة او "اللاعبون الاساسيون" مهم أيضا لفهم العلاقات التنافسية وكيفية تجنب النزاعات وتعزيز التماسك المجتمعي. فالعمل المجتمعي هو عمل لإحداث التغيير، وفي أي محاولة للتغيير سيكون هناك مقاومة للتغيير وسيكون هناك محركات للقوى باتجاهات مختلفة.
أصحاب المصلحة هم كل من يؤثر ويتأثر إيجاباً أو سلباً في المبادرات المجتمعية
- الأهداف :
1. التعرف على أصحاب المصلحة الحاليين والمحتملين إما بالمشاركة ببعضهم البعض أو علاقتهم بالشركاء على المستوى المحلي
2. تقييم قدرات أصحاب المصلحة والتعرف على نقاط القوة والضعف وأوجه الخلاف والتعاون في شبكة علاقاتهم وبالتالي يعزز من فهم الأدوار والمسؤوليات ويقوي العلاقات ذات الاهتمام المشترك
3. تحقيق التناغم وتنسيق الجهود والقضاء على الخلافات التي يمكن أن تطرأ، وبالتالي فهو يحذر من مخاطر وتحديات قد تحدث.
4. توجيه سياسات واستراتيجيات العمل على أساس قدرات أصحاب المصلحة على المستوى المحلي وإمكانية تفعيلها على إطار أوسع.
5. تطوير تكتيكات وأنشطة بناء على تقييم قدرات وموارد واهتمامات اصحاب المصلحة
6. تقييم الأدوار التي يمكن لكل فئة من فئات أصحاب المصلحة أن تلعبها في التنمية وفقا لقدراتهم
- الظروف والمتطلبات العامة
1. الثقة بين جميع أصحاب المصلحة.
2. قنوات للتواصل واضحة وفعالة.
3. أهمية توافر الشفافية التي تتيح الحصول على المعلومات حول كافة أصحاب المصلحة وعلاقاتهم.
4. يجب بدء عملية تقييم وتحليل أصحاب المصلحة في إطار كل مبادرة, فالعملية مستمرة.
5. إطار قانوني الاتفاقات والالتزامات (مذكرات التفاهم) بين الشركاء
- انواع العلاقات
كما ذكرنا سابقا، لتحليل وتحديد أصحاب المصلحة لابد من فهم العلاقات وأنواعها. وهل هناك فرق بين العلاقات relations والروابط ties. وايها نريد في تحليل أصحاب المصلحة وفي بناء تعاون بين الفرق الطوعية واللجان المجتمعية وغيرهم من البني؟
يمكن أن نميز بين عدة أنواع للعلاقات، فيمكن أن تكون العلاقات رسمية أو غير رسمية. كما يمكن أن تكون العلاقات مباشرة او غير مباشرة، وقد تكون مستقرة او متوترة٫ أو قد تكون قوية أو ضعيفة، وقد تكون العلاقات تعاونية او تنافسية.
* فهم أنواع العلاقات يساعدنا في تحديد أصحاب المصلحة بشكل دقيق. فعلي سبيل المثال، عند بناء الفريق نحتاج إلى علاقات قوية بين أعضاء الفريق المؤسس (وهنا ما يطلق عليه روابط متينة وقوية) فالروابط هي علاقات قائمة على قواسم مشتركة قوية وقائمة على التشابه بين الأعضاء. تكون الروابط متينة بين أعضاء الفريق اذا امتلكوا قيم مشتركة ومبادئ مشتركة واهتمامات مشتركة. وغالبا ما تأخذ العلاقات الطابع غير الرسمي وتكون العلاقات لها طابع زمني مستمر ومستقر. ويمكن أن نسمي أصحاب المصلحة في هذا النوع من العلاقات (الروابط) الفريق المؤسس أو قادة التغيير.
* هناك شكل آخر من العلاقات التي يكون فيها التشابه مهم لكن بدرجة أقل، يحاول فيها الفريق بناء علاقات مع دائرة أوسع من أصحاب المصلحة، حيث يمكن أن تكون العلاقات اقل متانة مع وجود هامش مشترك من الاهتمامات والقيم. لكن يكون التركيز بشكل متوازن على والتنوع والاختلاف أيضا. ويعمل الفريق على بناء علاقات رسمية ومستقرة مع قاعدة التغيير. فهذا النوع من اصحاب المصلحة لديهم اهتمامات مشتركة مع قادة التغيير ولديهم مواردة متنوعة يرغبون في تسخيرها في سبيل دعم قادة التغيير.
* كذلك هناك علاقات تكون أقل قوة على الرغم من التشابه في القيم والاهتمامات، لكن أصحاب المصلحة تجمعهم مع قادة الحملة علاقات غير مباشرة و اقل استقرارا، وقد يكونوا داعمين أو مناصرين ومستعدين للتعاون مع قادة التغيير أو مع قادة في حملات ومبادرات ومشاريع اخرى.
* في الأمثلة الثلاثة الماضية كانت العلاقات تأخذ الشكل التعاوني والتكاتفي٫ في حين أن الواقع والتجارب العملية تظهر أن هناك فئات حتى ولو اشتركت بالقيم والاهتمامات والرؤى، إلا أنهم ينتهجون نهجا تنافسيا في العلاقات ويتبعون طرق مختلفة في العمل (نظرية تغيير مختلفة). فتكون العلاقات ضعيفة ومتوترة وتنافسية. ويطلق عليهم المنافسون لانهم ينافسون قادة التغيير على المناصرين وموارد المناصرين التي غالبا ما تكون نادرة وقليلة في العمل المجتمعي.
- هناك نوع آخر من العلاقات التي تتجاوز الشكل التنافسي، وتكون علاقات متوترة وضعيفة جدا، لكنها تنافسية بشكل سلبي حيث يكون أصحاب المصلحة مختلفين مع قادة التغيير في القيم والمبادئ على الرغم من إمكانية تشابههم بالاهتمامات والأهداف، إلا أنهم ينهجون أساليب غير قيمية في العمل، يطلق على أصحاب هذا النوع من المصالح المعارضون، وتكون العلاقات معهم هي علاقات ضاغطة
سيكون هناك شرح اكثر لأصحاب المصلحة ضمن الأدوات (خارطة اللاعبين الأساسيين)
كيف تبنى العلاقات:
كما يظهر من الشرح الماضي فإن هناك مجموعة من العناصر التي تدخل في تكوين العلاقة وتعريف نوعها يمكن تلخيصها بما يلي:
1. الاهتمامات (يعبر عنها البعض باستخدام المصالح) لكن نفضل في نهجنا التعاوني استخدام مصطلح اهتمامات وربطها بكلمة (مهم).
2. القيم والمبادئ.
3. الموارد والمهارات.
4. وجود تفاعل بين أطراف المصلحة يمكن أن نطلق عليه مصطلح تبادل.
5. وايضا هناك عنصر يتعلق باستمرار واستقرار العلاقة يمكن أن نطلق عليه مصطلح الالتزام. والذي تحدثنا عنه سابقا في قسم القرارات.
في هذا الدليل نبحث عن نوع محدد من العلاقات وهو العلاقات التعاونية والتي تشكل علاقات مستقرة ومستمرة نطلق عليها العلاقات الالتزامية، ويمكن تلخيص شروط بناء هذه العلاقات بما يلي:
1. وجود اشتراك بين طرفين بالقيم والاهتمامات.
2. شعور كل طرف بأنه بحاجة للموارد والمهارات الموجودة عند الطرف الآخر.
3. يقرر الطرفين انهم بحاجة لتبادل هذه الموارد مع بعضهم البعض.
4. التزام الطرفين في عملية تبادل الموارد ضمن مساحة الاهتمامات والقيم المشتركة.
الأدوات
1. الخارطة المجتمعية
الوصف: |
لفهم السياق العام في المجتمع ومعرفة اللاعبين الأساسيين والعلاقات التي تجمع فيما بينهم. يتم استخدام الخارطة المجتمعية. و التي تنظر بشكل حيادي لكل الفاعلين في المنطقة، ويقصد هنا بعبارة "بشكل حيادي" أي أنها لا تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المشروع أو التدخل الذي سيقوم به الفريق وإنما تنظر بنظرة شاملة لكل الأطراف بهدف فهم السياق العام. وتستخدم هذه الأداة بشكل تشاركي وفق الخطوات التالية:
نصائح للميسر: ● حاول ان تطرح اسئلة قدر الإمكان عن الوضع البيئي، الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي وغيره حتى يحيط المشاركين بكافة اللاعبين. ● حاول أن تسأل أسئلة متعلقة بالرؤية العامة من التدخل والأهداف الاستراتيجية. |
الفوائد والاستخدامات: |
● تحليل السياق العام للمنطقة وفهم طبيعة المنطقة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ● تحليل أصحاب المصلحة والعلاقات فيما بينهم وخاصة التأثير والنزاع. ● فهم آليات صنع القرارات في المنطقة ● تساعد على تحليل المخاطر والفرص الموجودة في المنطقة والتنبؤ بالتحديات وإيجاد فاعلين محليين للتعامل معها. ● المساهمة في فهم دوائر التأثير غير المباشرة ومعرفة أصحاب المصلحة الذين يجب التعامل معهم أثناء التدخل ● التعرف على أهمية دور المؤسسات المختلفة بالنسبة لأفراد المجتمع ● معرفة مستويات التواصل بين مؤسسات المجتمع ● معرفة مدى الاحتواء أو التمثيل الذي تحظى به المجموعات القيادية الموجودة حاليا ● معرفة احتمالية العمل من خلال المؤسسات الموجودة حاليا بمقابل احتمالية الحاجة إلى خلق لجان جديدة ● معرفة احتمالية حدوث نزاع حول المصالح بين المجموعات المختلفة |
المستلزمات |
● قاعة واسعة ● أوراق بيضاء كبيرة ● اوراق ملونة ● اقلام ● لاصق |
2. خارطة اللاعبين الأساسيين
الوصف: |
اداة اكثر تحديدا من الخارطة المجتمعية وهي تعمل على تحليل اللاعبين الاساسيين او اصحاب المصالح حول قضية معينة أو تغيير محدد استنادا الى القيم المتوافقة والمتعارضة بالدرجة الاولى و الى نظرية التغيير والأدوار المباشرة وغير المباشرة بالدرجة الثانية، فهي تبدأ بتحديد قادة التغيير، ومن ثم قاعدة التغيير والمناصرين و المنافسين والمعارضين (انظر في فقرة أنواع العلاقات) ويبدأ رسم الخريطة من خلال
|
الفوائد والاستخدامات: |
● تساعد في توضيح العلاقات بين قادة التغيير وباقي أطراف المصلحة. ● تساعد في ربط تحليل اللاعبين الأساسيين في استراتيجية التدخل. ● تساعد في التخطيط للمنافسة والمعارضة وفهم موازين القوة. ● تساهم في الخطوات اللاحقة بتحليل الموارد والتكتيكات المناسبة لبناء العلاقات وتوظيف هذه الموارد. |
المستلزمات: |
● قاعة واسعة ● أوراق بيضاء كبيرة ● اوراق ملونة ● اقلام ● لاصق |
التعليقات